قال اقتصاديون ومحللون إنه من المتوقع أن يؤدي انتعاش الاقتصاد الصيني إلى تهدئة التضخم العالمي بدلا من دفعه للارتفاع، مع بقاء النمو والأسعار الإجمالية في البلاد مستقرة إلى حد ما.
وقال شينغ هونغ بين، كبير الاقتصاديين الصينيين في مورجان ستانلي، إن إعادة فتح الصين ستساعد في احتواء ارتفاع التضخم العالمي، حيث أن تطبيع النشاط الاقتصادي سيعمل على استقرار سلاسل التوريد ويسمح لها بالعمل بشكل أكثر كفاءة.وأضاف أن ذلك سيتجنب صدمات العرض المتعلقة بالإمدادات العالمية، والتي تعد أحد محركات التضخم.
شهدت العديد من الاقتصادات في جميع أنحاء العالم أكبر ارتفاع للتضخم منذ 40 عامًا خلال العام الماضي مع خروج أسعار الطاقة والمواد الغذائية عن نطاق السيطرة وسط التوترات الجيوسياسية والتحفيز المالي والنقدي الضخم في العديد من البلدان.
وعلى هذه الخلفية، نجحت الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في معالجة الضغوط التضخمية من خلال تثبيت استقرار الأسعار والمعروض من الضروريات اليومية والسلع من خلال تدابير حكومية فعالة.وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في الصين، وهو مقياس رئيسي للتضخم، بنسبة 2 في المائة على أساس سنوي في عام 2022، وهو أقل بكثير من هدف التضخم السنوي في البلاد البالغ حوالي 3 في المائة، وفقا للمكتب الوطني للإحصاء.

وبالنظر إلى العام بأكمله، قال شينغ إنه يعتقد أن التضخم لن يصبح مشكلة كبيرة للصين في عام 2023، وستحافظ البلاد على استقرار مستوى الأسعار الإجمالي ضمن نطاق معقول.
وتعليقا على المخاوف من أن الانتعاش في ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع العالمية، قال شينغ إن انتعاش الصين سيكون مدفوعا بشكل رئيسي بالاستهلاك وليس الإنفاق القوي على البنية التحتية.
وقال: "هذا يعني أن إعادة فتح الصين لن يؤدي إلى ارتفاع التضخم من خلال السلع، خاصة وأن الولايات المتحدة وأوروبا من المرجح أن تعاني من ضعف الطلب هذا العام".
وقال لو تينغ، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك نومورا، إن الزيادة على أساس سنوي كانت مدفوعة بشكل أساسي بتوقيت عطلة رأس السنة الصينية، التي وقعت في يناير من هذا العام وفبراير من العام الماضي.
وبالنظر إلى المستقبل، قال إن فريقه يتوقع أن ينخفض ​​مؤشر أسعار المستهلك في الصين إلى 2% في فبراير، مما يعكس بعض التراجع بعد تأثير عطلة السنة القمرية الجديدة في يناير.ستستهدف الصين معدل تضخم يبلغ حوالي 3 في المائة طوال هذا العام (2023)، وفقًا لتقرير عمل الحكومة الذي تم تقديمه في المجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني في بكين يوم الخميس.096-4747 و 096-4748